كرونو

الدوري الإنجليزي الممتاز

تراجع مستوى المنتخب المغربي بين ضعف المدير الفني، و تطور منتخبات القارة

تراجع مستوى المنتخب المغربي بين ضعف المدير الفني، و تطور منتخبات القارة

المغرب, منذ 5 شهر و 14 أيام إدريس بنسيد

شهد مستوى المنتخب الوطني المغربي تراجعًا ملحوظا منذ سنتين، تحديدًا منذ العودة من كأس العالم 2022 بقطر، بعد الإنجاز التاريخي الذي كان محط أنظار العالم، حيث تدهورت بعدها نتائج "الأسود"، مما تسبب بتزايد عدد المشككين و كثرت التساؤلات حول مستقبل الناخب الوطني وليد الركراكي و عن قناعته و أفكاره.

 

على مدار 18 شهر، عجز وليد الركراكي على تغيير أسلوبه الذي عرفناه به رفقة المنتخب في مونديال قطر و من قبله مع الوداد على المستوى المحلي و القاري، لمدة سنة و نصف أصبح خلالها المنتخب الوطني كتاب مفتوح أمام فرق القارة من صغيرها حتى كبيرها، طوال هذه المدة ظهر وليد بثوب العاجز ضد مدربي القارة خصوصا في كأس أمم إفريقيا الأخيرة، حيث إنكشف أداء المنتخب الباهت منذ الجولة الثانية ضد الكونغو، ثم إستمر على نفس النحو في مباراة الإقصاء ضد جنوب افريقيا في ثمن النهائي، خرج بعدها هوغو بروس مدرب "البافانا بافانا" ليسلط الضوء على الركراكي و أفكاره و قال "المنتخب المغربي يلعب بخطة واحدة طوال هذه الفترة، و اللعب بخطة واحدة أمر خطير و يسهل على المنافسين قراءة أسلوبك و الفوز عليك."، و هذا يظهر أول مشاكل المنتخب بعد المونديال، الإنكشاف ضد منتخبات القارة.

 

مدة طويلة لم تكن كافية بالنسبة لوليد الركراكي ليعرف أن هناك خلل ما و يبدأ بتجديد أفكاره و تجهيز خطط مختلفة لوضعيات يكون فيها المنتخب هو صاحب الفعل و المطالب بالظغط و فك شفرة دفاعات الخصوم.

 

من المنطقي أنك كمنتخب حقق المركز الرابع في كأس العالم، ستطالب بالإستحواذ و خلق الفرص ضد الخصوم المتكتلة في مناطقها، هذا لم نشاهده لا في المباريات الودية الاستعدادية ولا حتى في المباريات الرسمية، عقم هجومي كبير، تكتيك يعتمد على الدفاع ثم الهجمة المرتدة السريعة وهو أمر تفطن له مدربي المنتخبات الإفريقية، إيجاد حلول و ديناميكيات هجومية هو العمل الأساسي لمدرب المنتخب، بأسماء كبراهيم دياز، سفيان رحيمي، زياش، بن الصغير و أمامهم هدافي إشبيلية و أولمبياكوس من غير المقبول أن يكون هناك شح هجومي و صعوبة في خلق الفرص، حتى إن كان هذا يعني أن تغير من الرسم الخططي المعتمد.

 

"لكل مرحلة رجالها، ولكل وقت فرسانه." لا يستطيع أن ينكر أحد أننا عشنا أجمل الأوقات مع المنتخب الوطني بفضل هؤلاء اللاعبين الذين قدموا كل شئ في سييل تحقيق الإنجاز في المونديال، لكن حان وقت التغيير، بعضهم لم يعد قادرًا على العطاء، بعضهم لا يناسب كرة القدم المختلفة الذي يحتاج الفريق لأن يلعب بها، و على المدرب أن يأخد قرارات صارمة لمصلحته بالدرجة الأولى و ينهي فترة هؤلاء رفقة المنتخب بطريقة تليق بهم لكل ما قدموه طوال فترتهم مع "الأسود".

 

بالإضافة إلى أحد المشاكل التي ظهرت في المنتخب مؤخرا، هي الكيل بمكيالين و المعايير المعتمدة لإختيار القائمة، فحتى إذا قدم أحد اللاعبين أداء جيدًا مع ناديه لا تتم المناداة عليه، ثم ينادي على لاعب يا إما مصاب أو موقوف، و أحيانا له ظرف خاص لا يستطيع من خلاله اللعب ليأخذ مكان اللاعب الجاهز في القائمة.

 

على وليد أن يعلم أن هذا الجيل ربما هو الأكثر جودة في تاريخ كرة القدم المغربية و يجب عليه إستغلاله بأحسن شكل ممكن بلعب كرة قدم تليق بهذه الأسماء التي هي ربما حلم لعديد المدربين، حتى إن كان هذا يعني التضحية بلاعبين أو مساعدين فنيين و تعويضهم بمن هم أفضل منهم.

 

ينتظر الشارع الرياضي المغربي مباراة الكونغو برازافيل يوم الثلاثاء المقبل ليحدد الكثير من قناعته، فالظهور بشكل غير مقبول مجددًا قد يعني هذا نهاية رحلة وليد الركراكي رفقة المنتخب، علما أن نهايته الفعلية كانت بالكوت ديفوار كما أشرنا في  السابق.