رغم الترقب الكبير الذي سبق هذه المواجهة التاريخية، فإن الأداء جاء متكافئًا بين الطرفين، حيث فضل كلا المدربين اعتماد أسلوب حذر منذ الدقائق الأولى. حاول الوداد فرض سيطرته من خلال الاستحواذ على الكرة، بينما اعتمد الرجاء على المرتدات السريعة عبر أجنحته الهجومية. إلا أن غياب الفعالية الهجومية حال دون تسجيل الأهداف رغم بعض الفرص الخطيرة من الجانبين.
في الشوط الثاني، ارتفعت وتيرة اللعب قليلًا مع دخول بعض الأسماء الجديدة التي منحت الديربي حيوية إضافية. كاد الرجاء أن يفتتح التسجيل عبر تسديدة قوية من زكرياء حدراف في الدقيقة 62، تصدى لها ببراعة الحارس يوسف المطيع. ورد الوداد بمحاولة خطيرة من جلال الداودي، غير أن أنس الزنيتي كان في الموعد وأنقذ مرماه من هدف محقق.
شهدت الدقائق الأخيرة ضغطًا متبادلًا من كلا الفريقين، لكن غياب التركيز في اللمسة الأخيرة جعل النتيجة تبقى على حالها حتى صافرة النهاية. وأشاد المحللون بعد اللقاء بالأداء الدفاعي المميز للحارسين الذين كانا أبرز نجوم المباراة دون منازع.
بهذا التعادل، يرفع الوداد الرياضي رصيده إلى النقطة 12، في حين يصل الرجاء الرياضي إلى النقطة 11، ليستمر الصراع بين الغريمين على المراتب الأولى من جدول الترتيب في انتظار الجولات المقبلة التي قد تشهد تغييرات في قمة البطولة.
ويُعد هذا الديربي من أكثر المواجهات متابعة على المستوى العربي والإفريقي، حيث يُعتبر لقاء الوداد والرجاء أحد رموز كرة القدم المغربية لما يحمله من طابع تاريخي وجماهيري خاص. كما أن المواجهة شكلت فرصة مهمة لعدد من اللاعبين الشباب لإبراز إمكانياتهم أمام جمهور ضخم.
وأكد محللون رياضيون أن المدرب الجديد للوداد بدأ يضع بصمته التكتيكية على الفريق رغم صعوبة المباريات الأخيرة، في حين أظهر الرجاء تطورًا ملحوظًا على مستوى التنظيم الدفاعي والانضباط التكتيكي. ومن المتوقع أن تكون الفترة المقبلة حاسمة لتحديد هوية المنافسين الحقيقيين على اللقب.
جماهير الناديين قدمت كعادتها لوحات فنية رائعة في المدرجات، من خلال “التيفو” والهتافات التي ألهبت أجواء ملعب محمد الخامس، مما أضفى على اللقاء طابعًا احتفاليًا يؤكد مكانة ديربي الدار البيضاء كأحد أقوى الديربيات في العالم.
لمتابعة آخر أخبار الوداد الرياضي والرجاء الرياضي في البطولة الاحترافية، يمكنكم زيارة القسم الرياضي الخاص بالموقع للحصول على تغطية شاملة وتحليلات متجددة لكل جولة من البطولة الاحترافية إنوي.
وبينما اكتفى الفريقان بنقطة لكل منهما، فإن الأنظار تتجه الآن نحو المواجهات القادمة التي قد تكون حاسمة في تحديد ملامح المنافسة على اللقب، وسط تطلع جماهير البيضاء إلى رؤية أداء هجومي أقوى في الأسابيع المقبلة.
