كوورة لايف من الدوحة
اعتلى المنتخب الوطني المغربي منصة التتويج في كأس العرب بقطر، بعد انتصاره المثير على منتخب الأردن بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في نهائي مثير احتضنه ملعب لوسيل المونديالي، مساء الخميس، وسط أجواء مطرية وجماهير غفيرة صنعت لوحة كروية كاملة الدسم.
ورغم التخوفات التي سبقت المباراة بسبب التساقطات الغزيرة، انطلقت المواجهة في موعدها بقيادة الحكم السويدي غلين نايبرغ، لتبدأ معها واحدة من أكثر النهائيات إثارة في تاريخ البطولة.
دخل “أسود الأطلس” اللقاء بثقة واضحة، ولم ينتظروا كثيرًا لفرض بصمتهم، حيث فاجأ أسامة طنان الجميع في الدقيقة الرابعة بتسديدة بعيدة المدى باغتت الحارس الأردني يزيد أبو ليلى، معلنًا تقدمًا مغربيًا مبكرًا بهدف سيظل حاضرًا بقوة في ذاكرة البطولة.
بعد الهدف، واصل المنتخب المغربي ضغطه العالي وسيطرته على وسط الميدان، مستفيدًا من تحركات ربيع حريمات وحسن الانتشار الجماعي، بينما وجد المنتخب الأردني صعوبة كبيرة في الخروج بالكرة وبناء هجمات منظمة. وكاد وليد أزارو أن يضيف الهدف الثاني، غير أن الحارس الأردني أنقذ مرماه في مناسبتين متتاليتين.
وتلقى المنتخب المغربي ضربة اضطرارية بخروج كريم البركاوي بداعي الإصابة، لكن ذلك لم يؤثر على توازن الفريق، الذي أنهى الشوط الأول متقدمًا ومستحوذًا، في ظل حذر أردني واضح.
ومع انطلاق الشوط الثاني، تغيرت ملامح اللقاء، إذ دخل “النشامى” بقوة ونجحوا في تعديل الكفة سريعًا عن طريق علي علوان بضربة رأسية محكمة، أعادت المباراة إلى نقطة البداية وأشعلت المدرجات.
ازدادت المباراة اشتعالًا بعد احتساب ركلة جزاء للأردن في الدقيقة 64، ترجمها علوان إلى هدف ثان، واضعًا المنتخب المغربي في موقف معقد، ما دفع طارق السكتيوي إلى إجراء تغييرات هجومية بحثًا عن العودة.
ضغط الأسود تزايد في الدقائق الأخيرة، وتُوّج هذا الإصرار بهدف التعادل في الدقيقة 87، حين ظهر عبد الرزاق حمد الله في المكان والزمان المناسبين، ليسكن الكرة في الشباك ويعيد الأمل من جديد، في مشهد انفجرت معه فرحة الجماهير المغربية داخل وخارج الملعب.
ومع نهاية الوقت الأصلي بالتعادل، امتدت الإثارة إلى الأشواط الإضافية، التي شهدت توترًا وفرصًا من الجانبين. ورغم محاولة الأردن خطف هدف ثالث، إلا أن التركيز المغربي كان أعلى، ليأتي الحسم في الدقيقة 100 عبر عبد الرزاق حمد الله، الذي استغل كرة ثابتة ووضعها بثقة في الشباك، موقعًا على هدفه الثاني في النهائي.
حاول المنتخب الأردني العودة مجددًا، لكن صلابة الدفاع المغربي وتألق الحارس المهدي بنعبيد حالا دون تغيير النتيجة، لينتهي اللقاء بتفوق مغربي بثلاثة أهداف لهدفين، وتتويج مستحق بلقب كأس العرب.
وبهذا الإنجاز، يضيف المنتخب الوطني المغربي لقبه العربي الثاني إلى خزائنه، بعد تتويج أول سنة 2012، مؤكّدًا مرة أخرى حضوره القوي في البطولات الإقليمية وقدرته على حسم المواعيد الكبرى، حتى عندما تختار كرة القدم أن ترفع مستوى الجنون إلى أقصاه.
