أقالت إدارة تشيلسي فرانك لامبارد من منصبه كمدرب للبلوز الإنجليزي ليفتح بذلك المدرب الألماني توماس توخل فصلا جديدا مع تشلسي ، وذلك بعد سنوات من مفاوضة لمسؤولي نادي غرب لندن للاشراف على إدارته الفنية.
سيحلّ توخل الذي وقع عقدا لمدة 18 شهرا مع تشيلسي، بدلا من لامبارد ليكون المدرب الخامس عشر في عهد المالك الروسي الملياردير رومان أبراموفيتش الذي اشترى النادي عام 2003.
لائحة ضمت مدربين عمالقة على غرار الإيطالي كارلو أنشيلوتي والبرتغالي جوزيه مورينيو اللذين لن ينجيا من مقصلة الروسي، فقد أقيل أنشيلوتي مثلا بعد موسم من احرازه ثنائية محلية.
سار لامبارد، أفضل هداف في تاريخ النادي، على خطاهم بعد 18 شهرا فقط من توليه مهامه، فيما اعتبر أبراموفيتش ان قرار الاقالة كان صعبا جدا، خصوصا "بسبب العلاقة الممتازة التي تمتعت بها مع فرانك".
وفيما عبّر لامبارد عن خيبته لعدم منحه فرصة اكمال الموسم، تتمحور مهمة توخل باستخراج الأفضل من أمثال المهاجمين الألمانيين تيمو فيرنر وكاي هافيرتس القادمين قبل انطلاق الموسم، ضمن صفقات أنفق عليها النادي نحو 300 مليون دولار أميركي.
وكانت نهاية رحلة توخل مفاجئة مع سان جرمان، إذ أقالته ادارته القطرية بعد أربعة اشهر من ايصال الفريق للمرة الاولى في تاريخه الى نهائي دوري ابطال أوروبا.
لعبَ تباين الآراء بينه وبين المدير الرياضي البرازيلي ليوناردو دورا في رحيله عن ملعب بارك دي برانس، وفيما يُعرف عنه اشتباكه مع ادارات أنديته سيجد في أبراموفيتش مالكا قليل الصبر بحال تأخر في حصد النتائج.
ويتعيّن عليه بناء علاقة جيدة مع مديرة النادي النافذة مارينا غرانوفسكايا، إذا أراد اطالة أمد مشواره في ملعب ستامفورد بريدج.
قال المدافع الانكليزي السابق غاري نيفيل "سيخضع توخل فورا لنفس الشروط مثل فرانك". تابع "سنتحدث عن التخلي عنه بعد 18 شهرا إلى سنتين، أنا متأكد من ذلك".
- لا يهتم بالتسويق -
طمح توخل دوما لتدريب ناد في الدوري الإنكليزي، على غرار مواطنه يورغن كلوب مدرب ليفربول الحالي الذي كان سلفه في بوروسيا دورتموند الالماني، علما بان "تي تي" خلفه أيضا في نادي ماينتس.
وسيواجه توخل للمرة الاولى في 20 آذار/مارس المقبل على ملعب انفيلد.
فاوض تشلسي سابقا للحلول بدلا من الإيطالي أنتونيو كونتي، بعد رحيله عن دورتموند في 2017، وفيما أعجبت به غرانوفسكايا انتهى به المطاف مع سان جرمان.
وكان لامبارد أعلن انه مقاتل وذلك في رد على تكهنات حول اقالته، لكن قتاله لم يلق آذانا صاغية في تشلسي، فأقاله أبراموفيتش بعد يوم من فوزه على لوتون في مسابقة الكأس.
إقالة تحققت برغم قيادته الفريق الى المركز الرابع الموسم الماضي مع لاعبين شبان في ظل حظر على تعاقداته بسبب جلبه لاعبين قاصرين الى صفوفه.
طُويت صفحة لامبارد، وفُتح فصل جديد مع توخل عاشق التكتيك والفيديوهات التحليلية.
في غرف ملابس تشلسي سيواجه نجوما عالميين، من بينهم لاعبه السابق في سان جرمان المدافع البرازيلي تياغو سيلفا والذي عارض رحيله الصيف الماضي، لكن نجوما أقل عبقرية من البرازيلي نيمار والشاب كيليان مبابي.
عُرف توخل بعلاقاته المتوترة مع ادارات انديته، فرحل قبل انتهاء عقده في ماينتس، عبّر عن غضبه لتصرف ادارة دورتموند بعد حادثة الهجوم على حافلته قبل مباراة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ضد موناكو الفرنسي.
وأخيرا عبّرَ المدافع السابق قبل اعتزاله باكرا بسبب الاصابات، عن اعتراضه على سياسة الانتقالات في سان جرمان وعدم الامتنان لقيادته الى نهائي دوري الابطال، فضلا عن صراعه مع ليوناردو.
تبقى علاقته مع المشجعين وهي الميزة التي يتفوّق بها مواطنه كلوب. يقول دانيال مويرن كاتب سيرة توخل "كلوب يريد أن يكون قدوة. توخل لا يهتم بالتسويق وبصورته. يهتم بعمله، يريد أن يتم الحكم على عمله فقط".
أما لاعبه السابق الايطالي ماركو فيراتي فيشرح "صنع مجموعة صلبة. هو مدرب شاب، يملك الأفكار وشخصية جيدة معنا".
تابع "أن تقود ثلاثين لاعبا، معظمهم من النجوم، فهذا صعب. نجح بخلق علاقة جيدة مع الجميع".
بعد بطالة قصيرة لمدة شهر تقريبا، سيبدأ عهد توخل مع فريق باحث دوما عن تحقيق النتائج واحراز الالقاب مهما كان الثمن.