في أي مكانٍ سيتم الفوز، وفي أي مكانٍ ستتم خسارة المباراة؟ هذه بعض المواجهات المباشرة بين اللاعبين التي قد تؤثر على النتيجة النهائية للكلاسيكو.
وتتمثل أحد الجوانب الأكثر إثارةً في أي كلاسيكو في مختلف المواجهات الفردية التي تجري على أرضية الملعب، حيث يكافح أفضل اللاعبين في العالم في مركز الظهير من أجل السيطرة على منطقتهم، بينما يتواجه أفضل حراس المرمى مع أفضل المهاجمين في العالم ومع أفضل لاعبي وسط الميدان المتعودين على الاستحواذ على الكرة، والذين يبذلون أقصى جهدهم لضبط إيقاع المباراة.
وهناك القليل من المعارك الدفاعية التي قد تبلغ درجة إثارة الصراعات التكتيكية بين جوردي ألبا وزميله في المنتخب الإسباني داني كارفاخال. فكل من الظهير الأيسر لبرشلونة والظهير الأيمن لريال مدريد يحبان التقدم، لكنهما يعرفان كذلك متى يجب التراجع عند مواجهة خصم جد خطير في حجم البارصا أو الفريق الملكي. وكان جوردي ألبا هو صاحب التمريرة الحاسمة للهدف الأول في هذه المباراة في الموسم الماضي، كما شارك في التمريرة التي أسفرت عن ركلة جزاء رفعت النتيجة إلى 2-0. وفاز الفريق الكطلاني في نهاية المطاف بنتيجة 5-1، لكن كان ذلك في غياب كارفاخال المُصاب، والذي سيحاول هذه المرة ترك بصمته على مجريات اللقاء.
وغالبا ما تكون المعارك الواقعة في وسط الميدان مفعمةً بالإثارة، ويُتوقع أن تكون المواجهة بين آرتور ميلو وكاسيميرو نموذجاً لهذه الصراعات الساخنة. ويشغل هذان الزميلان في المنتخب البرازيلي نفس المنطقة في الملعب، حيث سيسعى كاسيميرو لحماية خطه الدفاعي في الوقت الذي سيحاول فيه آرتور اختراقه. مع ذلك، يمكن أن يشارك كاسيميرو في الهجوم، وقد أثبت اللاعبان أن بإمكانهما تسجيل الأهداف من مسافاتٍ بعيدة. وخلال هذا اللقاء، سيتطلب الأمر الكفاح من أجل الهيمنة والدفاع عن كل بوصة من أرضية الملعب.
وعتبر ليونيل ميسي سيد الضربات الحرة. ويجب أن يكون الجدار الدفاعي الذي يواجه رقم 10 في الفريق الكطلاني متموضعاً بشكل مثالي، مع أن ذلك لا يكون كافياً في بعض الأحيان. فقد تمكن العبقري الارجنتيني حتى من تمرير بعض الكرات تحت الجدار، وهو ما دفع الظهير الأيسر لريال مدريد مارسيلو لكي يجثم على ركبتيه لتغطية المنطقة السفلى للجدار عندما يقفز المدافعون في أحد المباريات التي جمعت بين البرازيل والأرجنتين. وإذا تمكن فريق البارصا من اصطياد أحد الضربات الحرة في "منطقة ميسي" المفضلة، فلا تضيع فرصة مشاهدة التكتيك الدفاعي لجدار ريال مدريد.
ويتواجه اثنان من أكثر اللاعبين قوةً وحِدةً في عالم كرة القدم وجهاً لوجه، حيث سيتكلف قلب الدفاع وقائد ريال مدريد سيرجيو راموس بحراسة قلب هجوم برشلونة لويس سواريز وإبعاده عن المرمى. وقد سبق أن شارك هذان اللاعبان في معارك جد ساخنة، وبذلا أقصى جهودهما لتحقيق نتيجة الفوز لفائدة فريقيهما. ومن الواضح أن منطقة جزاء ريال مدريد وما يجاورها ستشهد أكبر صراعٍ بدنيّ على أرضية الملعب.
وقد يكون دور النجم المتألق لريال مدريد كريم بنزيمة حاسماً لجعل كفة الفوز تميل لصالح الفريق الأبيض. ونتيجة للأداء المتميز الذي يقدمه المهاجم الفرنسي في الموسم الحالي، سيكون قلب دفاع برشلونة مجبراً على تضييق الخناق عليه وتحديد تحركاته. وفي هذا الموسم الذي يعتبر فيه بنزيمة أحد أفضل هدافي لاليغا، قد يكون الكلاسيكو المباراة المثالية التي يُظهِر فيها قناص ريال مدريد مهاراته التهديفية "الجديدة"، غير أن بيكي قد يكون اللاعب الذي يستطيع الحدّ من خطورته.