ديربي البيضاء في زمن كورونا .. حماس افتراضي و تحفيز للاعبين

المغرب, منذ 4 عام و 2 شهر هيئة تحرير

لم تكبح التدابير الاحترازية لتفادي تفشي فيروس كورونا المستجد بمدينة الدار البيضاء، الحماس الجماهيري الذي يسبق عادة المواجهات الكلاسيكية بين الغريمين الوداد والرجاء حيث سيلتقيان ،الخميس المقبل، على أرضية ملعب المركب الرياضي محمد الخامس، برسم مؤجل الدورة ال25 من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، خلف أبواب موصدة التزاما بالإجراءات الصحية.

 

فلا حديث في الأوساط الرياضية البيضاوية منذ أيام إلا عن إجراء الديربي ال128 في زمن فيروس كورونا، الذي و إن كان سببا رئيسا في غياب الجمهور، الذي شكل على الدوام ملح « الكلاسيكو » بامتياز في مدرجات « المكانة » و »فريميجا »، فإنه لم يفلح في إسكات أصوات أنصار « الحمراء » و »الخضراء »، التي هجرت المدرجات مكرهة، لتتفجر بقوة في الفضاء الافتراضي.

 

ومع انطلاق العد العكسي للديربي المرتقب ،الذي ستكون نتيجته إلى حد ما حاسمة في تحديد المتوج بلقب الموسم الكروي الجاري، طفا مجددا إلى الواجهة التنافس بين مشجعي الغريمين من خلال منصات « يوتوب » و « فايسبوك » و « تويتير » و « انستغرام » و « تيك توك »، التي تحولت إلى مدرجات افتراضية جديدة تلهب حماس اللاعبين من خلال مؤازرتهم وشحذ عزيمتهم لتحقيق الطموح المشترك لعشاق القلعتين الحمراء و الخضراء والمتمثل في التتويج.

 

ومن خلال الولوج للمنصات الافتراضية، يظهر جليا أن مباراة إياب ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال (23 نونبر 2019) التي حسمها الرجاء لصالحه بعد ريمونتادا تاريخية، شكلت مصدر إلهام لرواد هذه المنصات وأججت الحماس حيث أحيوا ما حبل به هذا اللقاء التاريخي من تيفوهات غاية في الروعة ولوحات تشكيلية في منتهى الإبداع مع ما رافق ذلك من أغاني وأهازيج حماسية، أضفت جمالية استثنائية على الديربي وأضحت حديث الساعة في عالم الساحرة المستديرة.

 

وعلى عادتها، انخرطت فصائل الألتراس المساندة للغريمين الوداد والرجاء البيضاويين في بث رسائل موجهة خصوصا للاعبي الفريقين، لمدهم بشحنة من الحماس حتى يكونوا في مستوى التطلعات والانتظارات، سيما وأن مباراة الخميس القادم هي بمثابة بروفا للاستحقاقات القادمة وفي مقدمتها مباراة نصف نهاية عصبة أبطال إفريقيا حيث ستكون المواجهة مغربية- مصرية ذهابا وإيابا بين الوداد و الأهلي من جهة والرجاء والزمالك من جهة أخرى.

 

فأنصار القلعتين الحمراء و الخضراء لم يستسلموا للواقع الإستثنائي الذي فرضه تفشي الوباء بالمغرب على غرار باقي بلدان العالم، بل وجدوا في منصات التواصل الإجتماعي السبيل الأمثل والآمن للتعبير عن مساندتهم غير المشروطة لفريقيهما وفي ظل أي ظرف كان.

 

وكان التنافس بين جمهوري الغريمين في حلته الإفتراضية قد انطلق مع بداية جائحة كورونا حينما انخرطا في مبادرات إنسانية تمثلت في اقتناء آلاف التذاكر للمباراة الافتراضية طرحها ناديا الوداد والرجاء للبيع خصصت مداخيلها لصندوق تدبير الجائحة، علاوة على انخراطهما في حملة تحسيسية وتوعوية حول طرق الوقاية والتصدي للفيروس، حرصا على سلامة وأمن المواطنين المغاربة.

 

والواقع أن هذا التنافس الافتراضي بين جماهير الخضراء والحمراء في زمن كورونا أضفى قيمة استثنائية مضافة على الديربي البيضاوي، باعتبار أن الأجواء الحماسية التي تشهدها منصات التواصل الإجتماعي حاليا تعكس بما لا يدع مجالا للشك أن جماهير الفريقين كانت ولاتزال وستبقى علامة مسجلة على الصعيد القاري والعالمي.

 

أما على ارض الواقع فقد ذهبت مجموعة من عناصر فصائل الأولتراس الخاص بالرجاء و الوداد إلى ملاعب التي تقام عليها تدريبات اللاعبيين ورفعت لافتات تحفيزية للاعبين كنوع من التشجيع قبل الديربي الشيء الذي عرف استحسان كبير للجماهير المتابعة لكرة القدم المغربية.

 

وفي ظل هذه الأجواء بكل حمولاتها، يتطلع عشاق كرة القدم المغربية عموما والبيضاوية على وجه الخصوص إلى معاينة طبق كروي ممتع، بين المتصدر مؤقتا الرجاء (48 نقطة) والمطارد الوداد (47 نقطة)، يجمع بين الأداء المتميز والندية والإثارة، ويكون بالتالي في مستوى المواجهات التاريخية التي حقق خلالها الرجاء 36 فوزا مقابل 30 للوداد، فيما تعادلا في 61 مناسبة منذ أول لقاء جمع بينهما سنة 1957.