لِمَ جلبني بالملايين لكي أجلس على مقاعد بدلاء فريق أرادني بشدّة؟

إنجلترا, منذ 5 عام و 6 شهر عماد مضماضي
هو سؤال يطرحه لاعبون كثر، في فرق كبرى، هذه الأيام.

كيف لعاقل أن يصدق أن شخصا أو مجموعة أشخاص، اتفقوا على إهدار ملايين الدولارات على شيء كان في نظرهم مهما، و الآن بات يغدو "بضاعة تالفة"؟

من الغريب جدا، أن كرة القدم التي كانت رمزا للمقاومة سابقا، و مصدرا لمتعة كانت تُعتَبر مطلبا هَيِّنا عند من كانو تحت لواء الإحتلال، و الذين كان تدحرج الكرة في ملعب أو "أرضية" ما، كل ما يكفيهم لنسيان و لو لـِ"هنيهات" ما كانو يعيشونه آنذاك، أضحت مسألة تجارة و إهدار مال لا غير.

و مما يشوبه الغموض في كرة القدم الحالية، تقاضي العديد من اللاعبين، ملايين الدولارات، ليس مقابل مشاركاتهم في المباريات، أو إحراز الأهداف و مساهمتهم رفقة آخرين في تحقيق الألقاب، بل لجلوسهم "فقط" على دكة البدلاء.

و بغض النظر عن أهمية الأموال المقدمة له، فاللاعب قبل أن يتقاضى أجره الأول، فقد دخل عالم كرة القدم، بدافع المتعة و اللعب لأكثر الدقائق الممكنة في الملعب، و ليس لإخضاعه بدولار أو اثنين، ليقتل في نفسه حب كرة أحبها بشغف و عشقها بِنَهَمْ.

و خير مثال على هؤلاء اللاعبين، التشيلي ألكسيس سانشيز الذي عرف تاريخ يناير 2018 انتقاله إلى مان يونايتد قادما من أرسنال، و يتقاضى 588 ألف يورو أسبوعيا.

و في 41 مباراة لعبها مع اليونايتد، سجل التشيلي 5 أهداف فقط في كافة المسابقات، و لعب في 8 مباريات أساسيا من أصل 17 ظهر فيها بالبريميرليغ، وبحسب موقع "بيون" المتخصص في الإحصاءات الكروية، فإن هؤلاء أبرز لاعبي كرة القدم، الذين يتقاضون أجورا ضخمة، مقابل تواجدهم على الدكة:

سانشيز: 917 دقيقة على دكة البدلاء أي 6197 يورو في الدقيقة الواحدة.
أوليفيه جيرو ــ تشيلسي: 3556 يورو في الدقيقة.
مسعود أوزيل ــ أرسنال: 3890 يورو في الدقيقة.
نيكولاس أوتامندي ــ مانشيستر سيتي: 4400 يورو في الدقيقة.
رياض محرز ــ مان سيتي: 5135 يورو في الدقيقة.
دانيال ستوريدج ــ ليفربول: 5410 يورو في الدقيقة.

و لسان حال هؤلاء اللاعبين يقول :
كيف اعتبرت شيئا كان شغفا في الصغر أن يمسي رثاءا و ندما في الكبر؟