قصة بن ناصر الذي احتقره الاتحاد المغربي ليؤمن بمشروع الجزائر
المغرب,
منذ 5 عام و 4 شهر
سرعان ما أصبح أحد أهم أعمدة جمال بلماضي المدير الفني للمنتخب الجزائري في البطولة الأفريقية، هو صاحب الـ21 عامًا وأفضل لاعب في كأس أمم أفريقيا، بالرغم من أنه لا يمتلك مسيرة حافلة أو يلعب لفريق أوروبي عريق لكن يمتلك من المهارة ما يجعله ينتقل لأكبر الدوريات الأوروبية ليس هذا فقط بل يتنافس عليه كبار أندية القارة العجوز وأندية من الدوري الإيطالي أيضا.
خلال كأس إفريقيا الماضية، توج اسماعيل بناصر بطلا لكأس الأمم الإفريقية، مع منتخب الجزائر عقب التغلب على السنغال 1-0 في المباراة التي أقيمت على ستاد القاهرة الدولي، فأداء بن ناصر أهله أيضا للفوز بجائزة أفضل لاعب في كأس الأمم، في ظل وجود لاعبين أمثال رياض محرز نجم السيتي وساديو ماني ومحمد صلاح هدافي ليفربول وزياش وكوليبالي وزاها وغيرهم، كما فاز بن ناصر لاعب إمبولي الإيطالي بجائزة رجل المباراة مرتين خلال البطولة أمام كينيا والسنغال في دور المجموعات.
وينتمي اللاعب الشاب لأب مغربي وأم جزائرية ونشأ في فرنسا مثل كثير في بدايات لاعبي شمال إفريقيا مشوارهم داخل الساحرة المستديرة، حيث بدأ مشواره من فرنسا وتحديدًا مع نادي آرل آفينيون الذي شارك معه في موسم (2014 - 2015) في سبع مباريات سجل خلالها هدفًا واحدا، وبالرغم من مبارياته القليلة رفقة فريقه الفرنسي إلا أن اللاعب الشاب استطاع أن يخطف أنظار العين الخبيرة في اختيار اللاعبين الصاعدين وهو آرسين فينجر المدير الفني لآرسنال بعد صراع مع الغريم تشيلسي للحصول على خدمات الشاب، وذلك ما كان له، إذ شارك في 24 مباراة مع الفريق الثاني لآرسنال إلا أنه لم يسجل سوى حضور وحيد للفريق الأول عندما شارك بديلاً لثيو والكوت أمام فريق شيفيلد وينزداي في الدور الرابع من كأس رابطة الأندية الإنجليزية، هذه التجربة مع آرسنال لم تدم طويلاً ليرحل لصفوف تور الذي يشارك في دوري الدرجة الثانية بفرنسا ليشارك في 16 مباراة استطاع من خلالها أن يسجل وصنع هدفًا، لتكون بداية التألق والظهور للشاب صاحب الجنسيات الثلاثة المغربية والجزائرية والفرنسية من باب الدوري الإيطالي وتحديدًا مع فريق إيمبولي.
وعلى المستوى الدولي مثّل اللاعب المنتخب الفرنسي تحت 18 و19 عامًا ليشارك في 11 مباراة سجل خلالهم هدفين، لكن أزمة اللاعب دوليًا كانت بدخول اتحادي الجزائر والمغرب في صراع من أجل الحصول على اللاعب.
وقدم اتحاد الكرة المغربي عرضًا للاعب إلا أنه قرر تمثيل الجزائر نظرًا لأفضلية عرض الخضر حيث سيمثل الفريق الأول بينما كان عرض "أسود الأطلس" مقتصرًا على المشاركة في منتخب الشباب بشكل مبدئي، ويقول اللاعب في هذا الصدد : "اخترت الجزائر لإيماني بالمشروع الرياضي لللخضر أكثر من المنتخبين المغربي والتونسي ... المنتخب المغربي لم يمنحني فرصة الالتحاق بالكبار، واكتفى باقتراحي كلاعب في منتخب الشباب، الشيء الذي رفضته، فالجزائر، التي هي بلد أمي، وضعت ثقتها بي، وأدرجتني في المنتخب الرسمي منذ البداية، على عكس المنتخب المغربي والمنتخب الفرنسي".
ويضيف اللاعب : "كان علي الاختيار بين منتخب بلاد والدي للشباب، ومنتخب بلاد والدتي للكبار، وأظن أن القرار الذي اتخذته في نهاية المطاف صائب، خصوصا وأن منتخب الجزائر يتضمن أسماء وازنة في العالم الكروي، كمحرز الذي أرى فيه لاعبا رائعا".
قرار بن ناصر بمشاركته مع الجزائر جعله يدخل في صدام شديد مع والده صاحب الأصول المغربية الأمر الذي جعل الأب يقاطع الابن إلا أن اللاعب لم يُعدل عن قراره ليستمر على الطريق الذي انتهجه، إذ يقول : "كان والدي يود رؤيتي مع أسود الأطلس، وقال إنه لن يكلمني إذا اخترت اللعب مع المنتخب الجزائري، لكن سرعان ما غير رأيه بعد ذلك".
وكانت بداية ظهور بن ناصر مع المنتخب الجزائري في مباراة ليسوتو في تصفيات كأس الأمم المؤهلة لنسخة 2017 والتي أقيمت بالجابون، وبالفعل حقق أولى انجازاته مع "المحاربين" عندما أصبح ثالث أصغر لاعب يشارك في كأس الأمم نسخة 2017 بعد الأوغندي محمد شعبان وإسماعيلا سار لاعب السنغال.