نتساءل في هذا المقال عن مدى استثمار رئيس الجامعة في النجاح المبهر الذي حققه المنتخب المغربي في كأس العالم بعد تغلبه على منتخبات كبيرة، بفضل نية المغاربة قاطبة، ومجهودات لاعبين تشربوا أبجديات الكرة في كبريات المعاهد الأوروبية في هولندا وفرنسا وبلجيكا، هم شبان وضعوا ثقتهم ومهاراتهم بين يدي قوة النية الصافية للمغاربة، ونتج عن ذلك إنجاز تاريخي غير مسبوق في شمال أفريقيا و إفريقيا بالمجمل، ومنطقة الشرق الاوسط التي تربطها مع المغرب علاقات تاريخية ضاربة في القدم.
بعد أقل من ثلاثة أشهر تم تنظيم تظاهرة كروية أخرى تختلف حولها التقديرات، هل هي فعلا عالمية أم لا ، حسب الظرفية والسياقات، اعتبرها البعض في هذه النسخة بالعالمية وهي كذلك، لن نفصل في حيثيات انتقالها من دولة الإمارات العربية إلى المغرب، لكن الذي يهمنا هو الحصيلة، ماذا استفادت الكرة المغربية والاقتصاد المغربي من تنظيم هذه التظاهرة؟
كرويا مثل المغرب -بقرار من المكتب التنفيذي بحضور السيد فوزي القجع- فريق الاهلي المصري، بصفته وصيف دوري الابطال الافريقي، ومثل إفريقيا نادي الوداد البيضاوي. أثارت هذه المسألة نقاشا كان ينبغي أن تؤطره الصحافة والاعلام المغربي، فعلى مايبدو عين الصواب والمنطق هو مشاركة نادي الرجاء الرياضي لاحتلاله مركز وصافة الدوري المغربي، ناهيك عن تاريخه العتيد في المشاركات القارية والعالمية، الذي توجه بوصوله إلى نهائي كأس العالم بعد تغلبه على بطل أوقيانويسا و شمال وجنوب القارة الأمريكية، انجاز لازال يستعصي على كبار الأندية الأفريقية إلى يوم الناس هذا. تم اغفال وتهميش هذا النقاش الجاد، الذي يهم سمعة الكرة المغربية و مدى خدمة السيد فوزي القجع للكرة المغربية عن طريق أنديتها سواسية. يبدو التعليل معلقا إلى يوم يبعثون.
انطلقت التظاهرة، شجع الجمهور المغربي في ملعب طنجة بنيته الطيبة المضيافة ممثل المغرب نادي الاهلي المصري بدون مزايدة في المبارتين الأولتين، انتهى به القدر إلى مواجهة نادي ريال مدريد الاسباني، صاحب الشعبية الجارفة عبر العالم وخاصة المغرب، إسوة بباقي الأندية الكبيرة كالبارصا و ليفربول الخ... ثارت ثائرة الاعلام والجمهور المصري بسبب تشجيع الرياليين لناديهم المفضل، تشنجت العلاقات، فبات نادي الاهلي يمثل نفسه و بلده الاصل حسب الاعلام المصري.
والحصيلة كرويا ، هزيمة مذلة برباعية مقابل هدف في نصف النهاية، و هزيمة ثانية تراجيدية في مباراة الترتيب أمام فريق برازيلي متواضع، بنفس الرباعية.
كان من الممكن للصورة أن تبدو أكثر إيجابية للكرة المغربية لو تأهل نادي الوداد البيضاوي لأدوار متقدمة من المسابقة، لكن نكسة مباراة الهلال زادت الطين بلة.
فصلنا في الجانب الكروي، تاركين الجانب الاقتصادي للأيام والاحداث المقبلة، فلغة الارقام أكثر بيانا ووضوحا.
نختم مقالنا بسؤال : هل مقدر على الكرة المغربية أن تسبح في بحر هائل من العبث يغرق كل بارقة أمل في استثمار نجاحات معدودة على رؤوس الاصابع في فترات متفرقة على تاريخ مديد من الخيبات ؟