ما الذي يملكه الوداد وطنيا و لا يملكه دوليا حتى يفشل في تجربتيهِ في كأس العالم للأندية؟
هو سؤال قد يطرحه العديد من المتابعين للشأن الكروي في المغرب، والأجوبة قد تختلف مرجعياتها، من العاطفية وحتّى الموضوعية، بين الجامع للمعطيات والوقائع، وبين المنفعل الغاضب.
و بالإمعان جيدا فهناك فئة تتحدث على أن ما يمكن استخلاصه، هو أنّ الوداد لازالت تفتقد شخصية التعامل مع التظاهرات العالمية، وهو ما جسدته مشاركتين مختلفتين في كأس العالم للأندية، مباراة أولى، يليها الإقصاء المباشر، بدون تسجيل فوز واحد.
لهذا، وجد الكثيرون أنفسهم مضطرين، وإن لم يكن لديهم انتماء محدّد، لاستحضار إنجازات الرجاء الرياضي الملحميّة في كأس العالم، في الوقت الذي عرفت تجربة الوداد إخفاقه أمام فرق جد عادية، بالمقارنة مع المشاركين في منافسة كأس العالم للأندية.
و يبقى السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يمتلكه الرجاء ولا تمتلكه الوداد في المنافسات الدولية؟
كانت الغالبية تظن أنّ الوصفة سهلة جدا، خصوصا وأنك ستلعب كأس العالم في بلدك، و سيتم توفير جميع الظروف الممكنة لإعادة تحقيق إنجاز الرجاء، وتقديم الدعم الجماهيري والتحضير في أعلى مستوى، سيؤدي بك إلى بلوغ نهائي كأس العالم للأندية مثل ما حققته الرجاء سنة 2013، أو لما لا تحقيق البطولة على حساب فرق عالمية متمرسة في خطف البطولات.
ولكن للأسف لم يتحقق شيءٌ مما تم الطموح إليه، و بهذا تكون الوداد قد سطّرت على مشاركتين من أسوأ المشاركات التي سجلتها فرق القارة في بطولة كأس العالم للأندية على الإطلاق.
من باب تمثيل المغرب وتشريفه، وبعيدا عن الحساسيات، ليس عيبا أن تستفيد الوداد من الرجاء، والاستفسار من الغريم عن وصفة الإبهار التاريخي التي صنعها جيليْ هذا الفريق في مناسباتين مختلفتين، لا لشيء سوى لعدم تكرار هذه الانتكاسة، إن أتيحت الفرصة مرّة أخرى.