كرونو

الدوري الإنجليزي الممتاز

ما ذنْبي يا ولدي..أموت مرّات خوفاً عليك من حرْب المُدرجات

ما ذنْبي يا ولدي..أموت مرّات خوفاً عليك من حرْب المُدرجات

المغرب, منذ 4 عام و 9 شهر  حمزة رزقي

 هل هذه فعلاً رياضة ؟ هل تطغى عليها الروح الرياضية..روح "التآخي" ؟ هل تُسمى حقاً ساحرة مستديرة أم هي قاتلة خطيرة؟

منذ متى أصبحت تُزهق أرواح الأبرياء بدون سبب يُذكر، ذنبهم الوحيد شغفهم بحب كرة القدم و عشقهم لجلد مدور لا أقل و لا أكثر.

جمهورنا أروع من كُرتنا بكثير جداً، نُقارَن بكبار الأندية العالمية العريقة ليس بنجومنا في رقعة الميدان بل بجُمهورنا "العملاق" في المُدرجات، لذا ندعُوكم و نرجُوكم أن تكفوا عن "القتال" باسم "الأولترات".

إننا اليوم نعيش حرباً ضارية لم يشهد العالم مثيلاً لها، أقوى من الحرب الباردة، يُمكن أن نطلق عليها "أنت مُتّ"، فعلا تموت و تصير من الماضي لماذا، فريقك ليس فريقي و جمهورك لا يُقارن بجمهوري، بكل بساطة، أليست أبرد من الحرب الباردة ؟

أتحدث لكم اليوم عن نفسي.. أنا أعشق الكرة حتى النخاع، ترعرت في عائلة تتنفّس كرة القدم، لن أحدثكم عن والدي و إخوتي، سأترككم تتعمّقون في مدح الجلد المدوّر مع والدتي، رَبّة البيت التي تطهو باكراً لتمارس طقوس التسمّر أمام شاشة التلفاز لمتابعة معشوقتها "ظهرا".

كبرت والدتي فقرّرت التفرّغ لأعمال البيت ليس لأنها تُفكر في إطعام أبناءها، بل لمُحاولة إبعادهم عن ساحِرتها، لماذا، خوفاً من موت أحدهم بسببها و خوفاً أن تتحمل مسؤولية تقاسمها حب معشوقة و "قاتلة" ابنها.

سأُثني أبنائي على الابتعاد قدر المستطاع عن كرة "الشغب"، و سأتعلّم رياضة "الغولف" و أُحببهم فيها، حتى أستطيع الاستفادة من عطلة نهاية الأسبوع و النوم دون التفكير و الخوف من موت "أحدهم" في الحرب الطاحنة الصامتة.