1. الرئيسية|
  2. المغرب

طاحت اللبؤة.. نعلّقوا التحكيم ولا فيلدا.. نسولو لقجع؟

عمر الشرايبي

لن ننتظر حتى موعد الجمع العام المقبل للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من أجل معرفة التقرير المالي وحجم الأموال التي صُرفت على المنتخب النسوي، لأننا نعلم أن “الفلوس موجودة” وكرتنا تدور بالملايير.. ذكورًا وإناثًا، صغارًا وكبارًا!

 

اهتمامنا الكبير بمنتخب الذكور جعلنا نغض الطرف عن شؤون منتخبنا النسوي، الذي أضحى بدوره معادلة مهمة في المنظومة، انسجامًا مع سياسة الاتحادين الدولي والقاري.. فكنا حاضرين بقوة لتنظيم أنجح “كان” نسوي عبر التاريخ، قبل أن يتم الاستنجاد بنا لتنظيم الموعد مجددًا رغم عدم جاهزيتنا الكاملة لذلك..

 

نعم، نحن نقوم ب”تموين” الحفلات والأعراس الكروية.. فوزي لقجع هو مسؤول في دولة ذات امتداد قاري، ينفذ سياستها الكروية، ومؤسسة جامعة الكرة التي يرأسها تنخرط في إرساء معالم هذه السياسة من خلال امتدادها داخل المنتظم الإفريقي.

 

نعم، فوزي لقجع يشتغل ويؤدي الأدوار المنوطة به.. لكن هل منظومتنا الكروية تشتغل، أم أن كرتنا تدور حول نفسها؟

 

قبل أن نمول حفلات “الكان” بمختلف فئاته.. هندسنا لخارطة الكرة الإفريقية يوم وفرنا التوافقات المواتية لصعود باتريس موتسيبي من فندق “سوفيتيل” بالرباط في الأمس البعيد، قبل أن نمنح اليوم لرئيس “الفيفا” مكتبًا مكيفًا بمركب محمد السادس بالمعمورة.. أصبحنا فعلاً مركزًا لصناعة القرار الكروي قاريًا ودوليًا.

 

لكن، هل من حقنا أن نطالب بالألقاب والتتويجات بالموازاة مع الصورة التي نقدمها للعالم؟

 

نعم، لقد اشتغلنا في سياستنا الرياضية وقطفنا بعض ثمارها خلال العشر سنوات الأخيرة، لكن من يتوج في الأخير بالألقاب؟

 

نعم، نجحنا مؤخرًا في الظفر بلقب U17، لكن فشلنا في الكبار والشبان U20، ومنتخب الكرة الشاطئية، ومنتخب السيدات.. يجب الاعتراف بذلك والبحث عن مكامن الداء، عوض تعليق شماعة الإخفاق على شماعة إنجاز مونديال 2022 للكبار وبرونزية أولمبياد 2024 التي قد لا تتكرر إلا بعد 100 سنة.

 

نعم، أصبحنا نحلم بالتتويجات ونقترب من البوديوم بشكل منتظم، لكن الواقع المُرّ أننا لم نصل بعد إلى “البالماريس” القاري لخزائن الاتحادات الإفريقية الأخرى.. خزانتنا نحن مليئة بإنجازات الأندية الوطنية أكثر منها المنتخبات، لأنه باختصار نعيش على أطلال كأس إفريقيا 1976 اليتيمة التي حملها المرحوم أحمد فرس.

 

رغم كل ما سيُقال.. لسنا بقوة نيجيريا في ألقاب السيدات، ولا بقوة مصر في الألقاب على مستوى الذكور.. لا مجال حتى للمقارنة حاليًا، وعلينا العمل بتواضع لكي نصل يومًا ما إلى تلك المرتبة.

 

تنظيم الأحداث الكبرى لم يعد إنجازًا للتباهي به أو لحظة للتفاخر.. لأننا ببساطة المملكة المغربية، وما يُقدَّم على مستوى الرياضة الأكثر شعبية ما هو إلا امتداد لسياسة دولة في مختلف المجالات.. مونديال 2030 ما هو إلا واجهة لتطور شامل ومرآة لتنمية مستدامة.

 

بين رسالة جلالة الملك محمد السادس في مناظرة الصخيرات، ثم رسالته المولوية في كيغالي لإعلان استضافة المغرب لكأس العالم 2030، إطلاق جلالته لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، ثم وضع جلالته للحجر الأساس لتشييد صرح كروي عالمي بحجم مركب محمد السادس بالمعمورة؛ كلها خطوط عريضة للسياسة التي يضعها الرياضي الأول من أجل نهضة تنموية عبر الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة.

 

سياسة مولوية يعمل على إرساء دعائمها القائمون على الشأن الكروي ببلادنا؛ فوزي لقجع باعتباره رئيسًا لجامعة الكرة يشتغل في هذا المنظور، كما تشتغل سواعد مغربية على تشييد الأوراش الكروية الكبرى من ملاعب وبنى تحتية.. فيما نتطلع نحن، المتتبعين، أن نجني ثمار هذا العمل ونخرج إلى الشوارع كما حدث بعد إعلان تنظيم “مونديال 2030”، لما خرج المغاربة ملكًا وشعبًا احتفالًا بإنجاز كروي غير مسبوق.

 

اليوم، لا يجب أن نُطبّع مع الفشل المتكرر، لقد فشلنا في التتويج بـ”كان السيدات” على أرضنا للمرة الثانية تواليًا، كما فشلنا في عتبة لقب “كان الشبان U20” بمصر، وقبلها في “كان الكرة الشاطئية” خلال خمس نسخ متتالية.. دون أن ننسى أننا خرجنا من الدور الثاني لـ”كان الكبار” في كوت ديفوار.. ويجب التذكير كذلك أننا خسرنا في كواليس جوائز الكرة الذهبية الإفريقية على أرضنا بمراكش.. نعم، هذا فشل، ويجب الإقرار به، ومن يتحمل مسؤوليته هو نحن جميعًا، لأننا نحاول أن نجعله أمرًا عاديًا في عرفنا الكروي!

 

اليوم، يجب أن نحاسب خورخي فيلدا على حصيلته، لقد فشل في بلوغ الألعاب الأولمبية وفشل في التتويج بـ”الكان”.. هل سنمنحه فرصة أخرى للفشل ونكتفي بتأهل شبه سهل للنسخة المقبلة من المونديال؟.. هدفنا هو التتويج بالألقاب، أما التأهل لكؤوس العالم فلم يعد يُشفي الغليل.. ومن حقنا أن نعتبره كذلك!

 

سيدي فوزي لقجع، من باب مسؤوليتكم كرئيس لجنة المنتخبات الوطنية في الجامعة، من حقنا اليوم مساءلتكم وحتى انتقادكم.. كما سنفرح جميعًا في لحظة الفرح.

 

لأن المشترك هو الوطن.. والوطن فوق الجميع.

مواضيع ذات صلة

فنربخشة ويوفنتوس يدرسان صفقة تبادلية تشمل سفيان أمرابط ودوغلاس لويز

الملك محمد السادس يُشيد بمسيرة لبؤات الأطلس في “كان 2024” ويهنئهن على الأداء المشرف

لبؤات الأطلس يُقدمن ملحمة كروية ونيجيريا تخطف اللقب الإفريقي في الأنفاس الأخيرة

خلاف بين الوكلاء يُفشل عودة يحيى جبران إلى الوداد

الرجاء يطلق حملة 1000 منخرط لضح 2 المليار في خزينته

إيفرتون يضع أنظاره على أزنو لتعويض رحيل يونغ

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)