كرونو

الدوري الإنجليزي الممتاز

كأس العالم بين عدسة الصحافة ووهم "المؤثرين": تسويق سطحي لحدث رمزي

كأس العالم بين عدسة الصحافة ووهم "المؤثرين": تسويق سطحي لحدث رمزي

المغرب, منذ 15 ساعة هيئة التحرير

في لحظة كان يفترض أن تحمل رمزية وطنية وتُعزز صورة المغرب كأحد البلدان المستضيفة لكأس العالم 2030، تحوّلت جولة المجسم الذهبي لكأس العالم إلى مناسبة ملتبسة، طغت عليها المظاهر وأقصي منها جوهر الحدث الإعلامي.

 

فبينما كان من المفترض أن تُفتح الأبواب أمام الصحفيين لتوثيق هذه اللحظة التاريخية بعدسات مهنية، فُسح المجال فقط لما يُسمى بـ"المؤثرين"، في مشهد لا يعكس روح الصحافة ولا يحترم حق الجمهور في المعلومة الموثوقة. كاميرات الهواتف والابتسامات المصطنعة حلت محل عدسات الخبر، فيما غُيّب الإعلام الجاد لصالح استعراض رقمي سريع الزوال.

 

ما وقع لم يكن خطأً تنظيمياً عابراً، بل تعبيرًا عن عقلية تواصلية تفضل الصورة المُلمّعة على المضمون، والتفاعل الرقمي على التحليل الإعلامي. اختزال حدث بهذا الحجم في "قصص إنستغرام" و"مقاطع تيك توك" يُثير تساؤلات عميقة: هل نحن أمام مقاربة جديدة تقصي الصحافة لصالح البهرجة؟ وهل المتابعون أهم من المصداقية؟

 

إن جولة مجسم كأس العالم ليست مجرد عرض ترويجي، بل لحظة تعكس ما نريده من صورة بلدنا أمام العالم. والتسويق لهذا الحدث لا يجب أن يُبنى على الفلاتر، بل على الشفافية، المهنية، والإدماج الحقيقي لكل الأصوات، خصوصاً صوت الصحافة الوطنية.

 

ما حدث يدعو إلى مراجعة شاملة للتواصل المؤسساتي، حتى لا يتحول المونديال المنتظر إلى حدث بصري بلا مضمون، واحتفال رمزي بلا معنى.