وقد بدا واضحًا منذ الدقائق الأولى أن البرازيل متفوق على المغرب بعد اعتمادها على إيقاع سريع وضغط متواصل في مناطق الوسط.
دخل المنتخب المغربي اللقاء بنية فرض أسلوبه المعتاد، لكن المنتخب البرازيلي حاول السيطرة على الكرة مبكرًا عبر تمريرات قصيرة وسريعة.
هذا الأسلوب البرازيلي أثمر هدفًا أول في الدقيقة السادسة عشرة حين استغل اللاعب ديل مساحة داخل الدفاع، ليسدد كرة مركزة هزت الشباك المغربية، مانحًا الأفضلية للمنتخب اللاتيني.
ورغم هذا الهدف، لم يفقد “الفتيان المغاربة” تركيزهم، فقد حاولوا بناء هجمات عبر الأطراف مع الاعتماد على الضغط العالي عند فقدان الكرة، ما ساهم في خلق بعض الفرص التي أربكت الدفاع البرازيلي.
وقبل نهاية الشوط الأول بثوانٍ، تحصل المنتخب الوطني على ركلة جزاء بعد تدخل غير محسوب، لينجح زياد باها في تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 45+4، هذا الهدف أعاد التوازن للمباراة ورفع معنويات العناصر المغربية قبل التوجه إلى غرف الملابس.
انطلقت الجولة الثانية وسط حماس واضح من الطرفين. فقد تبادل اللاعبون الهجمات بشكل مكثف، وظهر لاعبو المنتخب المغربي برغبة قوية في تسجيل هدف ثانٍ يمنحهم بطاقة العبور.
وبالمقابل، حاول المنتخب البرازيلي استغلال سرعته في المرتدات، خاصة عبر الأطراف التي شكلت مصدر خطورة واضحة على الدفاع المغربي.
خلال النصف الثاني من الشوط، تمكن المنتخب الوطني من خلق فرص حقيقية، أبرزها محاولة عرضية كادت أن تمنح التقدم بعد ارتباك داخل منطقة الجزاء، إلا أن الحارس البرازيلي تدخل في اللحظة المناسبة، ورغم هذا الأداء القوي، بقي المنتخب البرازيلي متماسكًا واعتمد على التدرج الهجومي الذي ميّز أداءه طوال البطولة.
وفي الدقائق الأخيرة من اللقاء، خطف منتخب البرازيل هدف الفوز بعد هجمة مرتدة سريعة قادها اللاعب ديل الذي استغل تمريرة مركزة داخل المعترك، ليضع الكرة في الشباك المغربية مجددًا، معلنًا نهاية رحلة المنتخب الوطني في هذه النسخة من كأس العالم. هذا الهدف في الدقيقة الأخيرة شكّل صدمة لعناصر المنتخب الذين قدّموا أداءً كبيرًا طيلة المباراة.
ومع نهاية المواجهة، تأهل المنتخب البرازيلي إلى نصف النهائي ليواجه المنتخب البرتغالي الذي نجح بدوره في تخطي المنتخب السويسري بهدفين دون رد. وتعد هذه المواجهة المرتقبة من أبرز مباريات الدور المقبل نظرًا لقوة الفريقين في الفئات السنية.
ورغم الخروج، قدّم المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة مسارًا مميزًا خلال البطولة، حيث أظهر لاعبوه جيلًا واعدًا يمتلك المهارات والجودة والتنافسية على أعلى مستوى. كما برزت شخصية المنتخب في المباريات الكبرى، وهو ما يعكس عملًا تقنيًا متواصلًا يأمل المغاربة أن يثمر في السنوات القادمة.





