في حادث مأساوي هزّ الأوساط الرياضية، فارق اللاعب البرتغالي ديوغو جوتا، مهاجم ليفربول، الحياة رفقة شقيقه أندريه سيلفا إثر اصطدام سيارتهما واحتراقها بالكامل في إحدى طرق مقاطعة زامورا الإسبانية، بينما كانا يقودانها خلال عطلتهما الصيفية.
جوتا، البالغ من العمر 28 عاماً، رحل بعد أيام قليلة فقط من زواجه بحبيبته روتي كاردوسو يوم 22 يونيو، بعد علاقة طويلة أثمرت ثلاثة أطفال. وقد نشرت العائلة صور الحفل مؤخراً في لحظة كانت تنبض بالحياة والحب.
السلطات الإسبانية أكدت أن الحادث لم يشمل أي مركبة أخرى، ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد أسبابه. وقد عُثر على جوتا وشقيقه جثتين هامدتين وسط أنقاض السيارة.
ردود الفعل لم تتأخر، حيث وصف رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيغرو الحادث بـ”الكارثة الوطنية”، مؤكداً أن جوتا لم يكن مجرد لاعب كرة، بل رمزاً حقيقياً للرياضة البرتغالية.
كما عبّر الاتحاد البرتغالي لكرة القدم عن “الذهول” في بيان رسمي، معلناً طلبه من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) تخصيص دقيقة صمت قبيل لقاء البرتغال وإسبانيا في بطولة أوروبا للسيدات تكريماً للراحلين.
وقال رئيس الاتحاد، بيدرو بروينسا: “فقدنا شخصاً كان أكثر من مجرد نجم داخل الميدان، كان إنساناً نادراً ومصدر إلهام للأجيال الشابة”.
نادي ليفربول عبّر عن صدمته الشديدة في بيان مقتضب، مؤكداً احترامه الكامل لخصوصية العائلة خلال هذه اللحظات العصيبة. فيما اكتفى النجم روبن نيفيس بكلمات مؤثرة قال فيها: “يقال إن الناس لا يموتون إلا عندما ننساهم… لن أنساك أبداً”.
الأندية الأوروبية الكبرى سارعت لتقديم العزاء، حيث نعى نادي باريس سان جيرمان الفقيدين برسالة مؤثرة، وكذلك فعلت أندية بورتو وسبورتينغ لشبونة وبراغا وأتلتيكو مدريد ونانت الفرنسي، إضافة إلى العديد من نجوم الكرة الحاليين والسابقين، أبرزهم بيبي، فرناندو سانتوس، وجاري نيفيل.
أسطورة الكرة البرتغالية باولو فوتري قال: “من الصعب استيعاب هذا الرحيل، لقد فقدنا أحد أبطالنا، وروحاً عظيمة ستبقى خالدة في ذاكرة كل من عرفه”.
وسط هذا الحزن الجماعي، توحدت أصوات العالم الرياضي لتنعى ديوغو جوتا وشقيقه، مؤكدة أن ذكراهما ستبقى حيّة في قلوب محبيه، وأن فقدانهما المفاجئ سيظل جرحاً لا يُنسى في تاريخ كرة القدم البرتغالية والعالمية.
